عمارة بن مطر
فضاء الفنون
موسى السلوادي
تتحرك تشكيلات موسى السلوادي بما تحتويه من طاقة حركية وكأنها خليط من مكونات متداخلة في حركتها ومن الممكن للمشاهد أن يعتقد أنه أمام لوحة فنية لناطحات سحاب مستقبلية أو مباني تشبه في إنشائه التكويني بالربط وهي في نفس الحين من الممكن أن تكون صورة حية متحركة لعضلات الانسان. هكذا هو فن السلوادي ناتج من تصميم ملهم داخلي وتدافع للمتتاليات فيه وكأنها تيار مائي.
ولد موسى السلوادي في البحرين في عام 1968 ، من عائلة مبعدة من الضفة الغربية – القدس- .
التحق موسى بالدراسة بعد المراحل التعليمية في البحرين بجامعة العلوم والتكنولوجيا من المملكة الأردنية الهاشمية – كلية الهندسة المعمارية. وعمل خلال فترته المهنية في التصميم والديكور والهندسة المعمارية ومصمما للمعارض. وكان لهذا الخليط من الخبرة العملية نتائج جعلت منه فنان ذو خبرة متنوعة.
في عام 2004 تحول النمط الفني لدى موسى السلوادي الى نمط إبداعي متحرر تخلى فيه من الالتزام بالسائد وكانت احدى المؤشرات الهامة في هذا التحول اعلان عباره عن ربطة من حبل استخدمها السلوادي كألهام لفنه عن واقع الانسان والعلاقات الانسانية ومنها الى المجال الهندسي.
من هذا ولدت التركيبة المبنية على فكرة الربط الانطلاقة التي شغلت ذهن موسى السلوادي وشاركته في كل أعماله الفنية.
في عام 2008 قام السلوادي بعرض أعماله (خطوط اللانهاية) في بيت جمشير في هذا المعرض الفني قدم السلوادي لوحات العمارة المستقبلية على أوراق محارم من ستاربكس أعطت المشاهد أشكال مختلفة، وتطور العرض الحالي الى عمل متقدم يقع في محيط العمل الفني.
استخدم السلوادي هذه المرة الورق والبلاستيك والمعادن ليقدم لنا أشكال حيوية عضويه ومتحركة بطاقتها الذاتية.
ويعلق السلوادي على أعماله قائلا : “ان يداي تقومان بالعمل ولكن الدافع الداخلي هو شعوري وتكوين الأشياء في ذاتي تعطي العمل شكله النهائي والمتداخل”. منها تطور العمل الفني لدى موسى السلوادي الى أعمال عضويه فيها حركة الاصبع على القيثار حين يعطي صدى فني وموسيقي تارة وتارة أخرى أنابيب تشكل في الحقيقة تلامس فني مع جسم الانسان الذي تحولت الأعمال الخاصة به الى الربط مرة أخرى.
يعرض موسى السلوادي 60 عملا فنيا عبارة عن رسومات وقطع وشرائح وأسلاك معدنية تعكس كلها عالم من الخيال لدى الفنان وتتقاطع مع عالم الهندسة في عرض فني رائع.