دأب متحف البحرين الوطني منذ سنوات على احتضان ورعاية مجموعة من الأعمال الفنية البحرينية، ونجح في تكوين ذخيرة واسعة من الأعمال الفنية تزيد على 1200 عمل. عند افتتاحه عام 1988 تولّى المتحف مسؤولية الاهتمام بالمجموعة الفنية التي جمعتها وزارة الإعلام آنذاك. ويعود تاريخ أقدم الأعمال الفنية التي تضمها مجموعة المتحف إلى العام 1960 وهي لوحة من رسم الفنان البحريني أحمد السنّي، أما أحدث القطع التي اقتناها المتحف فتعود إلى هذا العام. تولي هيئة البحرين للثقافة والآثار اهتماماً كبيراً بتطوير الفنانين البحرينيين، وتقوم كل عام بشراء واقتناء أعمال جديدة تختارها من بين باقة واسعة من الإبداعات الفنية، حيث يتم تقديمها في معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية.

ربما تكون مجموعة أعمال يعقوب يوسف قاسم هي الأصغر من حيث العدد، مقارنة بأعمال باقي الفنانين البحرينيين التي يعرضها متحف البحرين الوطني. يعقوب قاسم شخصية غامضة، رحل عنا في ريعان الشباب وهو في الخامسة والعشرين من العمر، لكنه ترك أعمالاً فنية تُعتبر من الأقوى والأكثر أصالة في تاريخ الفن البحريني، على قلتها.

معرض يعقوب قاسم الذي يحمل عنوان سلسلة العشاء الأخير سيكون الأول من بين باقة من المعارض تستضيفها عمارة بن مطر سنوياً، وتضيء على أساتذة الفن الحديث البحرينيين الأوائل. بالتعاون مع متحف البحرين الوطني سيقدم المعرض، الذي تستضيفه عمارة بن مطر، هذه الأعمال الفنية في إطار بسيط وحميم يتيح للمشاهد التركيز على الفنانين كأفراد. أملنا أن تزيد هذه المعارض وعي الناس واهتمامهم بالفنانين الأوائل وأعمالهم التي لا تزال نابضة في الوجدان البحريني إلى اليوم.